فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال الفراء: هو نحو قولهم: مسمن ومعطش ومضعف إذا كانت له إبل سمان، أو عطاش، أو ضعيفة.
وقرأ أبيّ: {المضعفون} بفتح العين اسم مفعول.
{الله الذي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُميتُكُمْ ثُمَّ يُحْييكُمْ هَلْ من شُرَكَائكُمْ مَّن يَفْعَلُ من ذَلكُمْ مّن شَيْء} عاد سبحانه إلى الاحتجاج على المشركين، وأنه الخالق الرازق المميت المحيي، ثم قال على جهة الاستفهام: {هَلْ من شُرَكَائكُمْ مَّن يَفْعَلُ من ذَلكُمْ مّن شَيْء} ومعلوم أنهم يقولون ليس فيهم من يفعل شيئًا من ذلك، فتقوم عليهم الحجة، ثم نزّه سبحانه نفسه، فقال: {سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْركُونَ} أي نزّهوه تنزيهًا، وهو متعال عن أن يجوز عليه شيء من ذلك، وقوله: {من شركائكم} خبر مقدّم ومن للتبعيض، والمبتدأ هو الموصول، أعني: من يفعل، و{من ذلكم} متعلق بمحذوف؛ لأنه حال من {شيء} المذكور بعده، ومن في: {من شيء} مزيدة للتوكيد، وأضاف الشركاء إليهم؛ لأنهم كانوا يسمونهم آلهة، ويجعلون لهم نصيبًا من أموالهم.
{ظَهَرَ الفساد في البر والبحر بمَا كَسَبَتْ أَيْدي الناس} بيّن سبحانه: أن الشرك والمعاصي سبب لظهور الفساد في العالم.
واختلف في معنى ظهور الفساد المذكور، فقيل: هو القحط وعدم النبات، ونقصان الرزق، وكثرة الخوف ونحو ذلك، وقال مجاهد، وعكرمة: فساد البرّ: قتل ابن آدم أخاه: يعني: قتل قابيل لهابيل، وفي البحر: الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبًا.
وليت شعري أيّ دليل دلهما على هذا التخصيص البعيد والتعيين الغريب، فإن الآية نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، والتعريف في الفساد يدلّ على الجنس، فيعم كل فساد واقع في حيزي البرّ والبحر.
وقال السديّ: الفساد الشرك، وهو أعظم الفساد.
ويمكن أن يقال: إن الشرك وإن كان الفرد الكامل في أنواع المعاصي، ولكن لا دليل على أنه المراد بخصوصه.
وقيل: الفساد كساد الأسعار وقلة المعاش.
وقيل: الفساد: قطع السبل والظلم، وقيل: غير ذلك مما هو تخصيص لا دليل عليه.
والظاهر من الآية ظهور ما يصح إطلاق اسم الفساد عليه سواء كان راجعًا إلى أفعال بني آدم من معاصيهم واقترافهم السيئات، وتقاطعهم وتظالمهم وتقاتلهم، أو راجعًا إلى ما هو من جهة الله سبحانه بسبب ذنوبهم كالقحط وكثرة الخوف والموتان ونقصان الزرائع ونقصان الثمار.
والبرّ والبحر هما المعروفان المشهوران.
وقيل: البرّ: الفيافي، والبحر: القرى التي على ماء قاله عكرمة، والعرب تسمي الأمصار: البحار.
قال مجاهد: البرّ: ما كان من المدن والقرى على غير نهر، والبحر: ما كان على شط نهر.
والأوّل أولى.
ويكون معنى البرّ: مدن البرّ، ومعنى البحر: مدن البحر، وما يتصل بالمدن من مزارعها ومراعيها.
والباء في {بما كسبت} للسببية، ما إما موصولة أو مصدرية {ليُذيقَهُمْ بَعْضَ الذي عَملُوا} اللام متعلقة بظهر، وهي لام العلة، أي ليذيقهم عقاب بعض عملهم أو جزاء بعض عملهم {لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ} عما هم فيه من المعاصي ويتوبون إلى الله.
{قُلْ سيرُوا في الأرض فانظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين من قَبْلُ} لما بين سبحانه ظهور الفساد بما كسبت أيدي المشركين والعصاة بيّن لهم ضلال أمثالهم من أهل الزمن الأوّل، وأمرهم بأن يسيروا لينظروا آثارهم ويشاهدوا كيف كانت عاقبتهم، فإن منازلهم خاوية وأراضيهم مقفرة موحشة كعاد وثمود ونحوهم من طوائف الكفار.
وجملة: {كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْركينَ} مستأنفة لبيان الحالة التي كانوا عليها، وإيضاح السبب الذي صارت عاقبتهم به إلى ما صارت إليه {فَأَقمْ وَجْهَكَ للدّينَ القيم من قَبْل أَن يَأْتيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ} هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمته أسوته فيه، كأن المعنى: إذا قد ظهر الفساد بالسبب المتقدّم فأقم وجهك يا محمد. إلخ.
قال الزجاج: اجعل جهتك اتباع الدين القيم، وهو: الإسلام المستقيم {من قبل أن يأتي يوم} يعني: يوم القيامة {لا مردّ له} لا يقدر أحد على ردّه، والمردّ مصدر ردّ، وقيل: المعنى: أوضح الحق، وبالغ في الأعذار، و{منَ الله} يتعلق ب {يأتي} أو بمحذوف يدل عليه المصدر، أي لا يردّه من الله أحد.
وقيل: يجوز أن يكون المعنى: لا يردّه الله لتعلق إرادته القديمة بمجيئه، وفيه من الضعف وسوء الأدب مع الله ما لا يخفى {يَوْمَئذٍ يَصَّدَّعُونَ} أصله يتصدعون، والتصدع التفرق، يقال: تصدع القوم إذا تفرقوا، ومنه قول الشاعر:
وكنا كندماني جذيمة برهة ** من الدهر حتى قيل لن يتصدّعا

والمراد بتفرقهم هاهنا أن أهل الجنة يصيرون إلى الجنة، وأهل النار يصيرون إلى النار.
{مَن كَفَرَ فَعَلَيْه كُفْرُهُ} أي جزاء كفره، وهو النار {وَمَنْ عَملَ صالحا فَلأنفُسهمْ يَمْهَدُونَ} أي يوطئون لأنفسهم منازل في الجنة بالعمل الصالح، والمهاد: الفراش، وقد مهدت الفراش مهدًا: إذا بسطته ووطأته، فجعل الأعمال الصالحة التي هي سبب لدخول الجنة كبناء المنازل في الجنة وفرشها.
وقيل: المعنى: فعلى أنفسهم يشفقون، من قولهم في المشفق: أمٌّ فرشت فأنامت، وقديم الظرف في الموضعين للدلالة على الاختصاص.
وقال مجاهد: {فلأنفسهم يمهدون} في القبر، واللام في {ليَجْزيَ الذين آمَنُوا} متعلقة ب {يصدّعون} أو {يمهدون} أي يتفرّقون ليجزي الله المؤمنين بما يستحقونه {من فَضْله} أو يمهدون لأنفسهم بالأعمال الصالحة ليجزيهم.
وقيل: يتعلق بمحذوف.
قال ابن عطية: تقديره ذلك ليجزي، وتكون الإشارة إلى ما تقدّم من قوله: {من عمل} و{من كفر}.
وجعل أبو حيان قسيم قوله: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} محذوفًا لدلالة قوله: {إنَّهُ لاَ يُحبُّ الكافرين} عليه؛ لأنه كناية عن بغضه لهم الموجب لغضبه سبحانه، وغضبه يستتبع عقوبته.
{وَمنْ ءاياته أَن يُرْسلَ الرياح مبشرات} أي ومن دلالات بديع قدرته إرسال الرياح مبشرات بالمطر؛ لأنها تتقدّمه كما في قوله سبحانه: {بُشْرًاَ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَته} [النمل: 63] قرأ الجمهور: {الرياح} وقرأ الأعمش: {الريح} بالإفراد على قصد الجنس لأجل قوله: {مبشرات} واللام في قوله: {وَليُذيقَكُمْ مّن رَّحْمَته} متعلقة ب {يرسل} أي يرسل الرياح مبشرات ويرسلها ليذيقكم من رحمته، يعني: الغيث والخصب.
وقيل: هو متعلق بمحذوف، أي وليذيقكم أرسلها.
وقيل: الواو مزيدة على رأي من يجوز ذلك، فتتعلق اللام ب {يرسل} {وَلتَجْريَ الفلك بأَمْره} معطوف على {ليذيقكم من رحمته} أي يرسل الرياح لتجري الفلك في البحر عند هبوبها، ولما أسند الجري إلى الفلك عقبه بقوله: {بأَمْره وَلتَبْتَغُوا من فَضْله} أي تبتغوا الرزق بالتجارة التي تحملها السفن {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} هذه النعم فتفردون الله بالعبادة، وتستكثرون من الطاعة.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وَمَا ءَاتَيْتُمْ مّن ربًا} الآية قال: الربا ربوان: ربا لا بأس به وربا لا يصلح.
فأما الربا الذي لا بأس به فهدية الرجل إلى الرجل يريد فضلها، وأضعافها.
وأخرج البيهقي عنه قال: هذا هو الربا الحلال، أن يهدي يريد أكثر منه وليس له أجر ولا وزر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فقال: {وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثرُ} [المدثر: 6].
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضًا: {وَمَا ءَاتَيْتُمْ مّن زَكَاةٍ} قال: هي الصدقة.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضًا في قوله: {ظَهَرَ الفساد في البر والبحر} قال: البر: البرية التي ليس عندها نهر، والبحر: ما كان من المدائن والقرى على شط نهر.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضًا في الآية قال: نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا.
وأخرج ابن المنذر عنه أيضًا: {لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ} قال: من الذنوب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضًا: {يَصَّدَّعُونَ} قال: يتفرقون. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{مُنيبينَ إلَيْه وَاتَّقُوهُ وَأَقيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا منَ الْمُشْركينَ (31)}.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {منيبين إليه} قال: تائبين إليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة {من الذين فرقوا دينهم} قال: هم اليهود والنصارى. وفي قوله: {أم أنزلنا عليهم سلطانًا} قال: يأمرهم بذلك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أم أنزلنا عليهم سلطانًا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون} يقول: أم أنزلنا عليهم كتابًا فهو ينطق بشركهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه، مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل} قال: الضيف {ذلك خير للذين يريدون وجه الله أولئك هم المضعفون} قال: هذا الذي يقبله الله، ويضاعفه لهم عشر أمثالها وأكثر من ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما آتيتم من ربا} قال: الربا رباآن. ربا لا بأس به. وربا لا يصلح، فأما الربا الذي لا بأس به؛ فهدية الرجل إلى الرجل يريد فضلها، أو اضعافها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله} قال: هي الهدايا.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس} قال: يعطي ما له يبتغي أفضل منه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {وما آتيتم من ربًا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله} قال: ما أعطيتم من عطية لتثابوا عليها في الدنيا، فليس فيها أجر.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {وما آتيتم من ربًا} قال: هو الربا الحلال. أن تهدي أكثر منه، وليس له أجر ولا وزر، ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فقال: {ولا تمنن تستكثر}.
وأخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما. مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه {وما آتيتم ربًا} قال: الرجل يعطي الشيء ليكافئه به، ويزداد عليه {فلا يربوا عند الله} والآخر الذي يعطي الشيء لوجه الله، ولا يريد من صاحبه جزاء ولا مكافأة، فذلك الذي يضعف عند الله تعالى.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما آتيتم من زكاة} قال: هي الصدقة.
{ظَهَرَ الْفَسَادُ في الْبَرّ وَالْبَحْر بمَا كَسَبَتْ أَيْدي النَّاس ليُذيقَهُمْ بَعْضَ الَّذي عَملُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ (41)}.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: {البر} البرية التي ليس عندها نهر. ومكان من المدائن والقرى على شط نهر.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} الآية. قال: نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: قحوط المطر. قيل له: قحوط المطر لن يضر البحر. قال: إذا قل المطر قل الغوص.
وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في الآية. أنه قيل له: هذا البر والبحر أي فساد فيه؟ قال: إذا قل المطر قل الغوص.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن رفيع رضي الله عنه في قوله: {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: انقطاع المطر. قيل: فالبحر؟ قال: إذا لم يمطر عميت دواب البحر.
وأخرج الفريابي عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: {البر} الفيافي التي ليس فيها شيء. والقرى.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه أنه سئل عن قوله: {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: البر قد عرفناه فما بال البحر؟ قال: إن العرب تسمي الأمصار: البحر.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: فساد البر: قَتْلُ ابنُ آدمَ أخاه والبحر: أَخْذُ الملك السفنَ غصبًا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: هذا قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم رجع راجعون من الناس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: {البر} كل قرية نائية عن البحر. مثل مكة والمدينة، وكل قرية على البحر، مثل كوفة والبصرة والشام وفي قوله: {بما كسبت أيدي الناس} قال: بما عملوا من المعاصي.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في الآية قال: البحر الجزائر.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لعلهم يرجعون} قال: يتوبون.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لعلهم يرجعون} قال: عن الذنوب.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} قال: أفسدهم الله بذنوبهم في بر الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة {لعلهم يرجعون} قال: يرجع من بعدهم.
{فَأَقمْ وَجْهَكَ للدّين الْقَيّم منْ قَبْل أَنْ يَأْتيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ منَ اللَّه يَوْمَئذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فأقم وجهك للدين القيم} قال: الإسلام {من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله} قال: يوم القيامة {يومئذ يصدعون} قال: فريق في الجنة، وفريق في السعير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يومئذ يصدعون} قال: يتفرقون.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {يومئذ يصدعون} يومئذ يتفرقون. وقرأ {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون} قال: هذا حين يصدعون يتفرقون إلى الجنة والنار.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في عذاب القبر عن مجاهد في قوله: {فلأنفسهم يمهدون} قال: يسوّون المضاجع في القبر.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} قال: بالمطر {وليذيقكم من رحمته} قال: المطر {ولتجري الفلك بأمره} قال: السفن في البحار {ولتبتغوا من فضله} قال: التجارة في السفن.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا منْ قَبْلكَ رُسُلًا إلَى قَوْمهمْ فَجَاءُوهُمْ بالْبَيّنَات فَانْتَقَمْنَا منَ الَّذينَ أَجْرَمُوا}.
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «ما من امرىء مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقًا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة. ثم تلا {وكان حقًا علينا نصر المؤمنين}». اهـ.